تطوير الحرمين الشريفين والاعتناء بجميع المشاعر المقدسة
مقدمة
تولي المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، عناية فائقة بتطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، والإسهام بكل إمكانياتها في تيسير أداء المسلمين لمناسك الحج والعمرة والزيارة، إيمانًا منها بأهمية هذه الأماكن المقدسة ومركزيتها عند المسلمين، ومسؤوليتها الكبيرة في خدمة ضيوف الرحمن.
المشاريع التطويرية للمسجد الحرام
شهد المسجد الحرام منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، مشاريع تطويرية ضخمة، شملت توسعة ساحات المسجد الحرام وزيادة طاقته الاستيعابية إلى أكثر من 2 مليون مصلٍ، وإعادة تأهيل المطاف وزيادة مساحته، وإنشاء أبراج الساعة التي تعد من أبرز معالم المسجد الحرام.
كما تم تنفيذ مشاريع لتحسين الخدمات المقدمة للمعتمرين والحجاج، مثل إنشاء مراكز الاستقبال والفرز، وتوسعة منافذ الدخول والخروج، وتوفير منظومة متكاملة من المرافق والخدمات الصحية، وتحسين وسائل النقل حول الحرم.
وبالتوازي مع ذلك، أولت المملكة اهتمامًا خاصًا بالحفاظ على تاريخية المسجد الحرام وتراثه المعماري، من خلال مشاريع ترميم وإعادة تأهيل الكعبة المشرفة، وإعادة بناء أجزاء من المسعى، والحفاظ على الآثار التاريخية الموجودة داخل المسجد الحرام.
المشاريع التطويرية للمسجد النبوي
حظي المسجد النبوي أيضًا بنصيب وافر من المشاريع التطويرية، حيث شهد توسعات كبيرة شملت زيادة طاقته الاستيعابية إلى أكثر من مليون مصلٍ، وتوسعة الروضة الشريفة، وإنشاء صحن جديد للمسجد، إضافة إلى تطوير منارات المسجد وإعادة تأهيل قبته الخضراء.
كما تم إنشاء ساحات خارجية واسعة ومظللة حول المسجد النبوي، وتطوير منظومة متكاملة من المرافق والخدمات للمصلين والزوار، بما في ذلك مراكز الاستقبال والاستراحة، والمصليات المخصصة للنساء، ومرافق ذوي الاحتياجات الخاصة.
وعلى غرار المسجد الحرام، أولت المملكة اهتمامًا كبيرًا بالحفاظ على تاريخية المسجد النبوي وتراثه المعماري، من خلال تنفيذ مشاريع ترميم وإعادة تأهيل للمسجد ومرافقه، والحفاظ على الآثار التاريخية الموجودة داخله.
تطوير مشعر منى
شهد مشعر منى أيضًا مشاريع تطويرية شاملة، بهدف توفير بيئة آمنة ومريحة لضيوف الرحمن خلال موسم الحج، وشملت هذه المشاريع توسعة جسر الجمرات وإنشاء جسر جديد، وإعادة تنظيم مخيمات الحجاج وتوفير مرافق صحية متطورة فيها.
كما تم تنفيذ مشاريع لتحسين الخدمات اللوجستية في منى، مثل تطوير شبكات الطرق والجسور، وإنشاء محطات نقل عام، وتطوير منظومة متكاملة من المرافق الصحية والطبية لخدمة الحجاج والمعتمرين.
وبالإضافة إلى ذلك، أولت المملكة اهتمامًا كبيرًا بالجانب البيئي في منى، من خلال تنفيذ مشاريع لمعالجة النفايات وإعادة تدويرها، وإنشاء مناطق خضراء وتعزيز التشجير في المنطقة.
تطوير مشعر عرفات
حظي مشعر عرفات أيضًا بنصيب من المشاريع التطويرية، بهدف توسيع سعة المشعر واستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج، وشملت هذه المشاريع توسعة صحراء عرفات وإنشاء مصليات جديدة، وتطوير شبكات الطرق والجسور.
كما تم إنشاء مناطق استراحة للحجاج وتوفير مرافق صحية متطورة، وتطوير منظومة متكاملة من الخدمات اللوجستية لخدمة الحجاج، مثل النقل العام والمياه والكهرباء.
ولتعزيز الجانب الروحي في عرفات، تم إنشاء مصلى كبير للدعاء والتضرع، وتطوير منطقة جبل الرحمة، وإعادة تأهيل مسجد نمرة ومرافقه.
تطوير مشعر المزدلفة
شهد مشعر المزدلفة أيضًا مشاريع تطويرية بهدف تحسين الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، وشملت هذه المشاريع توسعة ساحة المزدلفة وإنشاء مخيمات جديدة للحجاج، وتطوير شبكات الطرق والجسور.
كما تم إنشاء مناطق استراحة للحجاج وتوفير مرافق صحية متطورة، وتطوير منظومة متكاملة من الخدمات اللوجستية، مثل النقل العام والمياه والكهرباء.
ولتعزيز الجانب الروحي في المزدلفة، تم تطوير منطقة المشعر الحرام وإنشاء مصلى كبير للدعاء والتضرع، وإعادة تأهيل مسجد المزدلفة ومرافقه.
رعاية ضيوف الرحمن
إلى جانب المشاريع التطويرية، تولت المملكة العربية السعودية رعاية ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين، وتوفير كل ما يلزم لتيسير أدائهم لمناسكهم في جو من الأمن والراحة والطمأنينة.
وتشمل هذه الرعاية توفير التأشيرات والتسهيلات اللوجستية لوصول الحجاج والمعتمرين إلى الأراضي المقدسة، وتقديم الخدمات الصحية والإسعافية لهم، وتوفير أماكن الإقامة والمأكل والمشرب.
كما تولي المملكة اهتمامًا كبيرًا بتوعية الحجاج والمعتمرين بقواعد وأحكام الحج والعمرة، وتوفير الدعم الديني والإرشادي لهم، وذلك من خلال بعثات الحج والعمرة التي تضم نخبة من العلماء والمشايخ.
الختام
إن تطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ورعاية ضيوف الرحمن، يأتي في صميم اهتمام المملكة العربية السعودية، انطلاقًا من مسؤوليتها الكبيرة في خدمة المقدسات الإسلامية، وإيمانًا منها بوجوب توفير أفضل الخدمات لضيوف الرحمن وتسهيل أدائهم لمناسك الحج والعمرة والزيارة في جو من الأمن والراحة والطمأنينة.