إذاعة مدرسية عن الصدقة
مقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أيها الحفل الكريم، ندعوكم اليوم للتحدث حول موضوع غاية في الأهمية، ألا وهو الصدقة، فهي ركن من أركان الإسلام، وحثنا عليها ديننا الحنيف، فهي صدقة بمالك، ببذل بعض من رزقك، أو بجهدك، بمساعدة القريب أو الغريب، أو بعلمك، بتعليم جاهل، أو بنفسك، بإصلاح ذات البين، أو بكلمة طيبة، بتحية مسكين.
ومن خلال حديثنا عن الصدقة فإننا سنتناول عدة محاور هامة منها فضل الصدقة، وآثارها العظيمة في الفرد والمجتمع، وأنواع الصدقات، وأفضل الأوقات لفعلها، كما سنتناول دور الصدقة في إصلاح ذات البين، وكيفية تطهير الأموال بالصدقات، ثم نختتم حديثنا بتوجيه بعض النصائح عن أهمية الصدقة، فإلى هذه المحاور:
فضل الصدقة
للصدقة فضل عظيم، فقد قال الله – تعالى – في كتابه العزيز: “إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم”، كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – “ما نقصت صدقة من مال إلا زادها”، وقال – صلى الله عليه وسلم – أيضًا: “الصدقة برهان، وهي في الميزان ثقيلة، فاحرص عليها فإنها من سبعة لا يظلهم الله يوم القيامة في ظله: إمام عادل، وشاب نشأ بعبادة ربه، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه”.
والصدقة لا تقتصر على المال فقط، بل تشمل أيضًا الصدقة بالجهد، وبالعلم، وبكلمة طيبة، وبابتسامة، وحسن الخلق، والدعاء للناس، وغيرها من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها المسلم إلى الله – عز وجل -، وقد حثنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على فعلها، فقال – صلى الله عليه وسلم -: “تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك صدقة، وبصرك للرجل في الطريق صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة”، وقال – صلى الله عليه وسلم – أيضًا: “كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم”.
ومن فضل الصدقة أنها تزيد من الرزق، وتبارك في المال، وتطيل العمر، وتحفظ من المصائب، وتدفع البلاء، وتيسر الأمور، وتجلب السعادة والبركة في الدنيا والآخرة، كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – “ما نقصت صدقة من مال إلا زادها”، وقال – صلى الله عليه وسلم – أيضًا: “من تصدق بصدقة من كسب طيب، لم يقبل الله إلا طيبًا، ولا ينقص من مال المتصدق شيء بسببها، ولكن تزيده”.
آثار الصدقة على الفرد والمجتمع
للصدقة آثار عظيمة على الفرد والمجتمع، فهي تزكي النفس، وتطهرها من البخل والشح، وتقرب العبد من ربه، وتزيد من إيمانه وتقواه، وتوسع رزقه، وتيسر أموره، وتجلب له السعادة والبركة في الدنيا والآخرة.
أما آثار الصدقة على المجتمع فهي كثيرة ومتنوعة، فهي تساعد على القضاء على الفقر والمسكنة، وتكافل المجتمع، وتخفيف معاناة المحتاجين والفقراء، وتساهم في نشر المحبة والتعاون بين أفراد المجتمع، كما أنها تعزز من قيم التكافل الاجتماعي، وتساعد على إصلاح ذات البين.
ومن آثار الصدقة العظيمة على المجتمع أنها تقلل من الجريمة والانحراف، وتساعد على استقرار المجتمع، وتزيد من معدلات النمو الاقتصادي، وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة، كما أنها تعزز من الصورة الإيجابية للمجتمع لدى الآخرين.
أنواع الصدقات
للصدقات أنواع عديدة ومتنوعة، منها الصدقة بالمال، والصدقة بالجهد، والصدقة بالعلم، والصدقة بالكلمة الطيبة، والصدقة بالابتسامة، والصدقة بالدعاء، وغيرها من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها المسلم إلى الله – عز وجل -.
ومن أفضل أنواع الصدقات الصدقة الجارية، وهي الصدقة التي ينتفع بها الناس بعد موت المتصدق، مثل بناء مسجد، أو حفر بئر، أو إنشاء مدرسة، أو غيرها من الأعمال الخيرية التي يستمر نفعها بعد موت المتصدق، وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”، وقال – صلى الله عليه وسلم – أيضًا: “أفضل الصدقة صدقة عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول”.
ومن أنواع الصدقات الهامة أيضًا الصدقة على الأقارب، فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – “الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة”، وقال – صلى الله عليه وسلم – أيضًا: “إن الصدقة على الفقير صدقة، وعلى ذي الرحم صدقة وصلة”، والصدقة على الأقارب لها فضل عظيم، فهي تقوي أواصر القرابة، وتزيد من المحبة والتعاون بين أفراد العائلة.
أفضل الأوقات لفعل الصدقة
للفضيلة أوقاتها التي يُضاعف الله فيها الأجر والثواب، فمن أفضل الأوقات لفعل الصدقة:
- شهر رمضان المبارك: فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “فضل الصدقة في رمضان كفضل الفريضة في غيره”، وقال – صلى الله عليه وسلم – أيضًا: “إن الصدقة في رمضان تضاعف كما تضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.”
- ليلة القدر: فهي أفضل من ألف شهر، قال الله – تعالى -: “ليلة القدر خير من ألف شهر”، كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”، ومن الصدقات التي يُستحب فعلها في ليلة القدر الصدقة بالمال، والصدقة بالجهد، والصدقة بالعلم، والصدقة بالكلمة الطيبة، والصدقة بالابتسامة، وغيرها من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها المسلم إلى الله – عز وجل -.
- يوم الجمعة: فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “أفضل يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة لا يسأل الله فيها عبدًا شيئًا إلا أعطاه إياه إلا شيئًا واحدًا: لا يسأله أن يحرمه موتة”
دور الصدقة في إصلاح ذات البين
للصدقة دور عظيم في إصلاح ذات البين، فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم”، وقال – صلى الله عليه وسلم – أيضًا: “خير الناس أنفعهم للناس”، ومن الصدقات التي تساعد على إصلاح ذات البين:
- الصدقة بالكلمة الطيبة: فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “الكلمة الطيبة صدقة”، وقال – صلى الله عليه وسلم – أيضًا: “إن من البيان لسحرًا، وإن من الشعر لحكمة”
- الصدقة بالهدية: فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “تهادوا تحابوا”، وقال – صلى الله عليه وسلم – أيضًا: “الهدية أمانة”
- الصدقة بالجهد: فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “من كان له فضل ظهر فليعنه من لا ظهر له، ومن كان له فضل من