كعب بن يسار أبو عبد الرحمن الخزرجي الأنصاري, أحد شعراء الأنصار ومتقدميهم الذين شهدوا بيعة العقبة الثانية. وكان شاعراً مُسنَداً، يعد من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية والإسلام، وله شعر قليل في الجاهلية وكثير في الإسلام. وكان شاعراً مجيداً في الرثاء.
نشأته
ولد كعب بن يسار في المدينة المنورة قبل الهجرة النبوية بستين عاماً، وهو من بني حارثة من الأنصار، وكان أحد شعراء الجاهلية، وشهد حرب داحس والغبراء، وكان موالياً لبني غبراء، ثم أسلم بعد فتح مكة، وحسن إسلامه، وحظي بمكانة رفيعة وشهد غزوتي بدر وأحد.
إسلامه
حين أُسِرَ يوم أُحد، واستشهد ابنه عبد الله، وكان عمره حينئذٍ أربعين سنة، ففداه أبو بكر الصديق، وظل أسيرًا حتى افتُدِي، فلمّا دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنشد:
ألا يا رسول الله إني أسيرٌ *** عليك وما فيّ ثمنٌ للبشير
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما لك يا كعب؟»، قال: «يا رسول الله قد أعطيت كل ما أملك وأنا أسيرٌ عليك، وأنا في يديك، فامنُن عليّ بما شئت، لا أريد إلا رضوان الله ورسوله»، فمنّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كعب في الغزوات
{|}
شهد كعب بن يسار غزوة بدر وأُحد والخندق وخيبر، وكان يوم حنين على ميمنة الجيش الإسلامي مع البراء بن معرور. وقال فيه حسان بن ثابت :
وسارت بكعبٍ والخزرجِ طيّبــــةٌ *** ألا لا تزال طيبةً خيراتُها
كعب في عهد الرسول
{|}
كان كعب بن يسار شاعراً مقرباً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستمع لشعره، ويستشيره في بعض أمور الدعوة الإسلامية، وعندما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث أسامة بن زيد إلى مؤتة، وكان عمر أسامة حينئذٍ ثمانية عشر عاماً، قال كعب:
أيعصيك يا بن الأكرمين نبيـــنا *** وأنت ابن سيف الله والبطل الضخمِ
{|}
كعب في عهد الخلفاء
بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، استمر كعب بن يسار في دعم الدولة الإسلامية، وكان من أنصار الخليفة أبي بكر الصديق، ثم الخليفة عمر بن الخطاب، وشارك في بعض الفتوحات الإسلامية، وكان له دور كبير في فتح بلاد فارس.
وفاة كعب
توفي كعب بن يسار في المدينة المنورة سنة 50 هـ، وهو ابن تسعين عاماً، ودفن في البقيع، وله من الأولاد عبد الله وعمرو وأبو بكر ومحمد.
أسلوبه الشعري
كان كعب بن يسار شاعراً مُسنَداً، يعد من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية والإسلام، وله شعر قليل في الجاهلية وكثير في الإسلام. وكان شاعراً مجيداً في الرثاء، وله شعر في المدح والهجاء والعتاب.
شعره
{|}
كان كعب بن يسار شاعراً مطبوعاً، فصيح اللسان، قوي العارضة، وكان شعره جمع بين جزالة لفظه ومتانة معناه، واشتهر بشعره في الرثاء، ومن شعره في رثاء ولده عبد الله:
أيا برداً على كبدي ونفسي *** إلى ميت غداة الروع قربى
ومن شعره في المدح:
أنت الندى أنت الكريم الوافي *** بحاجتي أنت مجيري وكاتفي
ومن شعره في الهجاء:
أبا حرب أصبحت لئيم قومك *** وشرهم وموضع كل فخر
أثره
كان كعب بن يسار من أبرز شعراء الأنصار، وكان له دور كبير في دعم الدولة الإسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وبعده، وشعره ديوان العرب في الجاهلية والإسلام.
{|}
المصادر
– الأعلام للزركلي
– الشعر والشعراء لابن قتيبة
– تاريخ المدينة لابن شبة
– طبقات الشعراء لابن سلام
– سير أعلام النبلاء للذهبي