حكم شم رائحة دبر الزوجة
إن مسألة شم رائحة دبر الزوجة من الأمور التي اختلف فيها العلماء، وذلك لاختلاف النصوص الشرعية الواردة في هذا الشأن، ولذا لا بد من التفصيل في بيان هذه النصوص والأقوال التي وردت عن العلماء في هذه المسألة.
الأدلة الشرعية
أ. آية الوضوء: استدل من حرم شم رائحة دبر الزوجة بقوله تعالى: ﴿أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا﴾ [المائدة: 6]. حيث إن الآية الكريمة تدل على أن ملامسة النساء توجب الوضوء، ومن جملة ملامسة النساء شم رائحة دبرها.
ب. حديث عائشة: روت عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ﴿إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فلا يتوضأ حتى يدخل إصبعه في الماء فيدخلها في فرجها ويلقطها﴾. وهذا الحديث يدل على أن ملامسة فرج الزوجة لا توجب الوضوء، وبالتالي فإن شم رائحة دبرها لا توجب الوضوء أيضًا.
أقوال العلماء
أ. القول الأول: وهو القول المشهور عند الحنفية والمالكية، ويذهب إلى أن شم رائحة دبر الزوجة لا يوجب الوضوء. واستدلوا على ذلك بأن شم رائحة الدبر ليس من ملامسة الفرج، وأن الأصل عدم وجوب الوضوء إلا بدليل، وليس في هذه المسألة دليل يدل على وجوب الوضوء.
ب. القول الثاني: وهو القول الذي اختاره الشافعية والحنابلة، ويذهب إلى أن شم رائحة دبر الزوجة يوجب الوضوء. واستدلوا على ذلك بأن رائحة الدبر جزء من المرأة، وأن ملامسة جزء من المرأة توجب الوضوء، ولأن إخراج الريح من الدبر يكون من المرأة، فإذا شم رائحتها فقد لامس جزءًا منها.
مسائل متعلقة
أ. هل يبطل الوضوء برائحة الدبر؟
ذهب جمهور العلماء إلى أن رائحة دبر الزوجة لا تبطل الوضوء إلا إذا كانت كريهة بحيث تزكم الأنوف، أما إذا كانت خفيفة فلا تبطل الوضوء.
ب. هل يجوز للزوجة أن تطلب من زوجها أن يتوضأ بعد شم رائحة دبرها؟
يجوز للزوجة أن تطلب من زوجها أن يتوضأ بعد شم رائحة دبرها، وذلك إذا كانت الرائحة كريهة بحيث تزكم الأنوف، ويثاب الزوج على امتثال طلب زوجته في هذه الحالة.
ج. ما الحكم إذا كان الزوج مريضًا أو ضعيفًا ولا يستطيع الوضوء؟
إذا كان الزوج مريضًا أو ضعيفًا ولا يستطيع الوضوء، جاز له أن يتيمم بعد شم رائحة دبر زوجته، ولا يجب عليه الغسل أو الاستحمام.
{|}