يستحب تعبيد الأسماء لله كعبد الله

تعبُّد الأسماء لله، مفهومه وحكمته وأدابه

يستحب تعبيد الأسماء لله كعبد الله

تعبُّد الأسماء لله تعالى من أعظم العبادات وأجلّها، إذ هي من صميم التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له. والتعبد بالأسماء يعني الإيمان بأسماء الله الحسنى ومعرفة معناها والعمل بمقتضاها، فاسم “الله” يدل على الإله الأوحد المستحق للعبادة دون سواه، واسم “الرحمن” يدعونا إلى الثقة بواسع رحمته وفضله، واسم “الرحيم” يحثنا على التوسل إليه سبحانه في الشدائد.

يستحب تعبيد الأسماء لله كعبد الله

أولاً: مفهوم تعبُّد الأسماء واستحقاقه

يستحب تعبيد الأسماء لله كعبد الله

تعبُّد الأسماء لله تعالى هو الاعتقاد الجازم بأن جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا لله وحده، وأنه هو الذي انفرد وحده بوجوب الوجود ودوامه وكمال صفاته، وأنه المستحق وحده للعبادة بأنواعها، من استعباد، وخشية، وخضوع، وذل، وحب، ورغبة، ورجاء، وتوكل، واستعانة، وغير ذلك من أنواع العبادات. وقد لخص النبي -صلى الله عليه وسلم- معنى تعبد الأسماء بقوله: “إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة”.

يستحب تعبيد الأسماء لله كعبد الله
يستحب تعبيد الأسماء لله كعبد الله

ثانيًا: حكمة تعبُّد الأسماء لله

يستحب تعبيد الأسماء لله كعبد الله

لتعبُّد الأسماء لله تعالى حكم عظيمة، منها: معرفة الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى، وهي مفتاح المعرفة به، ومنها محبة الله تعالى، إذ التعبد بالأسماء يولد في القلب المحبة له تعالى، ومنها الخشية والرهبة والرجاء في القلب، إذ التعبد بالأسماء يذكر الإنسان بعظمة الله وجلاله ورحمته. ومنها أيضًا الاعتصام بالله تعالى في الشدائد والأزمات، ومنها الفوز بالجنة كما أخبر بذلك الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-.

يستحب تعبيد الأسماء لله كعبد الله

ثالثًا: آداب تعبُّد الأسماء لله

يستحب تعبيد الأسماء لله كعبد الله

لتعبُّد الأسماء لله تعالى آداب عظيمة، منها: معرفة معاني الأسماء والعمل بمقتضاها، ومنها إجلال الأسماء والتنزيه لها عن التحريف والتبديل، ومنها عدم الإطلاق بأسمائه تعالى على غيره، ومنها ذكر الأسماء والمداومة عليها مع الخضوع والإذعان. ومنها أيضًا استشعار معاني الأسماء عند الدعاء، ومنها التوسل إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى، ومنها الرضا والتسليم بقضاء الله تعالى وقدره عند البلاء، ومنها التأدب مع الأسماء والتنزيه لها عن النقص.

يستحب تعبيد الأسماء لله كعبد الله

رابعًا: فضل تعبُّد الأسماء لله

يستحب تعبيد الأسماء لله كعبد الله

فضل تعبُّد الأسماء لله تعالى عظيم، منها: محبة الله تعالى للعبد المتعبد بأسمائه، ومنها زيادة الإيمان بالله تعالى، ومنها دخول الجنة بإحصاء أسماء الله الحسنى كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-. ومنها أيضًا الفوز برضا الله تعالى وكرمه، ومنها حصول العبد على الأمن والاطمئنان والسكينة في الدنيا. ومنها أيضًا نيل العبد لتأييد الله تعالى في الدنيا والآخرة، ومنها حصول العبد على الدرجات العالية في الجنة، ومنها حصول العبد على الشفاعة يوم القيامة.

يستحب تعبيد الأسماء لله كعبد الله

خامسًا: تعبُّد الأسماء لله وأهميته في حياة المسلم

يستحب تعبيد الأسماء لله كعبد الله

لتعبُّد الأسماء لله تعالى أهمية عظيمة في حياة المسلم، منها: تحقيق التوحيد لله تعالى، ومنها إصلاح القلب وتزكيته، ومنها زيادة الإيمان والخشية من الله تعالى، ومنها المحافظة على العبادات والطاعات، ومنها حصول المسلم على السعادة في الدنيا والآخرة. ومنها أيضًا حماية المسلم من وساوس الشيطان ومن كيد الكائدين، ومنها حصول المسلم على التوفيق والسداد في جميع أموره. ومنها أيضًا حصول المسلم على المغفرة والرحمة من الله تعالى، ومنها حصول المسلم على العزة والرفعة في الدنيا والآخرة.

يستحب تعبيد الأسماء لله كعبد الله

سادسًا: صور من تعبُّد الأسماء لله في القرآن والسنة

يستحب تعبيد الأسماء لله كعبد الله

تعبُّد الأسماء لله تعالى له صور متعددة في القرآن والسنة، منها: الإيمان بالأسماء الحسنى وتلاوتها في القرآن الكريم، ومنها ذكر الأسماء الحسنى عند الدعاء كما في دعاء سيدنا يونس -عليه السلام-: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”، ومنها التوسل إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى كما في دعاء سيدنا موسى -عليه السلام-: “رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي”، ومنها الاعتصام بالله تعالى في الشدائد والأزمات عن طريق ذكر أسمائه الحسنى. ومنها أيضًا التأدب مع الأسماء والتنزيه لها عن النقص، ومنها الاستعانة بأسماء الله تعالى في كل أمور الحياة.

يستحب تعبيد الأسماء لله كعبد الله

سابعًا: أدعية وتوسلات بأسماء الله الحسنى

يستحب تعبيد الأسماء لله كعبد الله

لقد وردت في القرآن والسنة الكثير من الأدعية والتوسلات بأسماء الله الحسنى، ومنها: اللهم يا رحيم ارحمني، ويا غفور اغفر لي، ويا ستار استرني، ويا تواب تب علي، ويا لطيف ألطف بي، ويا رزاق ارزقني، ويا ودود أودك، ويا مجيب أجيب دعائي. ومنها: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، وباسمك العظيم أن ترزقني من حيث لا أحتسب. ومنها: اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى أن ترزقني رزقًا حلالًا طيبًا.

يستحب تعبيد الأسماء لله كعبد الله

وتعبُّد الأسماء لله تعالى عبادة عظيمة وجليلة، وهي من أنفع العبادات وأعظمها ثوابًا، فينبغي على المسلم أن يجتهد في معرفة أسماء الله تعالى ومعانيها والعمل بمقتضاها، وأن يكثر من ذكرها وتلاوتها والتوسل بها إلى الله تعالى، وليعلم أن التعبد بأسماء الله تعالى من أعظم القربات وأجلّ العبادات. ومن أحسن ما يُختم به هذا المقال قول الإمام الشافعي -رحمه الله-: “اللهم إن اسمك دوائي، وذكرك شفائي، ورحمتك رجائي، وعفوك منتهى مناي، فأسألك أن تشفيني بدوائك، وأن تمن عليّ بذكرك، وأن تجعلني من أهل رحمتك، وأن تتم عليّ مننك وعطاياك”.

يستحب تعبيد الأسماء لله كعبد الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *