مدينة فيد التاريخية
تقع مدينة فيد التاريخية في مدينة العلا بالمملكة العربية السعودية، وهي مدينة أثرية قديمة تعود إلى القرن السادس قبل الميلاد، وتعتبر مدينة فيد من أهم المواقع الأثرية في المملكة، وهي مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو منذ عام 2008.
تاريخ مدينة فيد
يعود تاريخ مدينة فيد إلى القرن السادس قبل الميلاد، حيث كانت تعتبر مركزًا تجاريًا مهمًا على طريق التجارة القديم الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية بشمالها، وتم اكتشاف العديد من الآثار التي تشير إلى وجود مستوطنة بشرية كبيرة في فيد خلال تلك الفترة، بما في ذلك المنازل والمعابد والسوق.
تأسيس مدينة فيد
{|}
تأسست مدينة فيد على يد الملك نبطي حارثة الأول، الذي حكم مملكة الأنباط من عام 169 إلى 120 قبل الميلاد، واستخدم فيد كموقع مهم للتجارة، وأنشأ فيها سوقًا كبيرًا ومعبدًا لعبادة الإله ذو الشرى.
اقتصاد مدينة فيد
كانت مدينة فيد مركزًا تجاريًا رئيسيًا في العصور القديمة، وكانت تربط بين جنوب شبه الجزيرة العربية وشمالها، وكان التجار من جميع أنحاء العالم يتدفقون إلى فيد لتبادل السلع، ومن أهم السلع التي كانت يتم تداولها في فيد التوابل والبخور والذهب والفضة.
العمارة في مدينة فيد
تتميز مدينة فيد بعمارتها الفريدة، حيث تم بناء المنازل والمعابد والسوق باستخدام الحجارة المنحوتة بدقة، وكان السوق يتكون من مجموعة من المحلات التجارية مرتبة على شكل صفوف منظمة، وكانت المدينة محاطة بجدار دفاعي كبير.
{|}
الديانة في مدينة فيد
اعتنق سكان مدينة فيد الديانة النبطية، والتي كانت ديانة توحيدية تؤمن بإله واحد يدعى ذو الشرى، وكان في المدينة معبد كبير مخصص لعبادة ذو الشرى، وتم العثور على العديد من النقوش والتماثيل التي تصور الإله ذو الشرى في مدينة فيد.
الحياة اليومية في مدينة فيد
كانت الحياة اليومية في مدينة فيد تدور حول التجارة، وكان معظم السكان يعملون في الأسواق أو في المهن المرتبطة بالتجارة، وكانت النساء في مدينة فيد يتمتعن بمكانة عالية وكن يشاركن في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمدينة.
زوال مدينة فيد
دخلت مدينة فيد في حالة تدهور في القرن الأول الميلادي، بعد أن فقدت أهميتها التجارية، ويرجع ذلك إلى ظهور طرق تجارية جديدة عبر البحر الأحمر، وفي عام 106 ميلادي، دمر زلزال مدمر مدينة فيد، مما أدى إلى هجرها نهائيًا.
خاتمة
مدينة فيد التاريخية هي شهادة على أهمية التجارة في شبه الجزيرة العربية في العصور القديمة، وتوفر المدينة لمحة فريدة عن حياة وثقافة الأنباط، وهي موقع أثري هام يساعد على فهم تاريخ المملكة العربية السعودية وتراثها الثقافي.