رموز قرآن الجزء الخامس
المقدمة
يتناول هذا المقال الجزء الخامس من رموز القرآن الكريم، وهي مجموعة من الأسرار الخفية والمعاني الباطنية التي تضمنها النص القرآني. وقد تم تقسيم هذه الرموز إلى سبعة فئات رئيسية، وهي:
1. رموز الأرقام
للعدد 7 أهمية كبيرة في القرآن، حيث ورد ذكره 34 مرة، ويمثل الكمال والتمام، مثل أيام الأسبوع وطبقات السماء.
الرقم 19 يمثل العدل والإنصاف، حيث ورد 19 مرة في القرآن، كما في قوله تعالى: “واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون” (آل عمران: 103).
الرقم 40 يمثل الاختبار والامتحان، حيث ورد 40 مرة في القرآن، كما في قوله تعالى: “وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة” (الأعراف: 142).
2. رموز الألوان
اللون الأبيض يرمز إلى النور والنقاء، كما في قوله تعالى: “يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات ويبرزون لله الواحد القهار” (إبراهيم: 48).
اللون الأسود يرمز إلى الظلام والشر، كما في قوله تعالى: “ونزلنا على الذين ظلموا رجزًا من السماء بما كانوا يفسقون” (الأعراف: 157).
اللون الأحمر يرمز إلى الدم والحرب، كما في قوله تعالى: “فإذا انشقت الأرض عن كبدها وبصّرت ربها ووحشت” (الانشقاق: 3-4).
3. رموز النباتات
الشجرة ترمز إلى الحياة والنمو، كما في قوله تعالى: “ولقد خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخًا ومنكم من يتوفى من قبل ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئًا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج” (الحج: 5).
النخلة ترمز إلى البقاء والصمود، كما في قوله تعالى: “والنخل طلعها هضيم” (مريم: 23).
الزيتون يرمز إلى النور والبركة، كما في قوله تعالى: “الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم” (النور: 35).
4. رموز الحيوانات
الأسد يرمز إلى القوة والشجاعة، كما في قوله تعالى: “وأرسلنا إليهم عادًا أخاهم هودًا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون” (الأعراف: 65).
الحمامة ترمز إلى السلام والرسالة، كما في قوله تعالى: “فأرسل إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً” (مريم: 17).
النحل يرمز إلى العمل الجماعي والبركة، كما في قوله تعالى: “وحيّ على الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير” (الحج: 27-28).
5. رموز الأماكن
مكة المكرمة ترمز إلى مركز العالم وبيت الله الحرام، كما في قوله تعالى: “إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين” (آل عمران: 96).
المدينة المنورة ترمز إلى الهجرة والسلام، كما في قوله تعالى: “والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقًا حسنًا وإن الله لهو خير الرازقين يدخلهم مدخلًا يرضونه إن الله غفور رحيم” (الحج: 58-59).
القدس ترمز إلى الأرض المباركة والمسجد الأقصى، كما في قوله تعالى: “سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير” (الإسراء: 1).
6. رموز الأزمنة
اليوم الآخر يرمز إلى يوم القيامة وحساب الأعمال، كما في قوله تعالى: “يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم” (الشعراء: 88-89).
يوم القيامة يرمز إلى يوم الفصل بين الخلق والثواب والعقاب، كما في قوله تعالى: “يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب” (المائدة: 109).
يوم الحشر يرمز إلى يوم الجمع والحساب، كما في قوله تعالى: “يوم يحشر المتقون إلى الرحمن وفداً” (مريم: 85).
7. رموز الأفعال
الخلق يرمز إلى إيجاد الشيء من العدم، كما في قوله تعالى: “إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون” (يس: 82).
الرزق يرمز إلى منح الله للمخلوقات ما يحتاجون إليه، كما في قوله تعالى: “ورزقناكم من الطيبات فما أنتم شاكرون” (غافر: 71).
العقاب يرمز إلى جزاء الله على الأعمال السيئة، كما في قوله تعالى: “فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره” (الزلزلة: 7-8).
الخاتمة
إن رموز القرآن الكريم متعددة ومتنوعة، وهي بمثابة كنوز خفية تحمل في طياتها أسرار ومعاني باطنية عميقة. وتتطلب دراسة هذه الرموز فهمًا عميقًا للنص القرآني وتدبرًا وتأملًا في آياته. ومن خلال هذا المقال، قدمنا لمحة موجزة عن سبعة فئات رئيسية من رموز القرآن الكريم، ونرجو أن يكون هذا العمل مفيدًا في تعميق معرفة القراء بالوحي الإلهي.