خراج الخد هو نوع من الضرائب الإسلامية التي فرضت على غير المسلمين الذين يعيشون تحت الحكم الإسلامي، ويسمى أيضًا جزية الرأس أو ضريبة الرأس.
فرض خراج الخد

فرض خراج الخد لأول مرة خلال خلافة عمر بن الخطاب، رابع الخلفاء الراشدين، بعد معركة القادسية التي انتصر فيها المسلمون على الفرس، وتم فرض الضريبة على غير المسلمين الذين يملكون الذمة، وهي معاهدة بين المسلمين وغير المسلمين تسمح للأخيرين بالعيش تحت الحكم الإسلامي.

وفرض خراج الخد لعدة أسباب، منها تعويض المسلمين عن خسائر الحرب، وتغطية نفقات الدولة الإسلامية، وإجبار غير المسلمين على الاعتراف بسيادة الحكم الإسلامي.

وقد حدد عمر بن الخطاب قيمة خراج الخد بمبلغ 48 درهمًا في السنة للرجال البالغين الأصحاء، ونصف هذا المبلغ للنساء والأطفال وكبار السن، وتم إعفاء الفقراء والعجزة من الضريبة.
حكم خراج الخد
يعتبر خراج الخد من المسائل الخلافية في الفقه الإسلامي، حيث اختلف العلماء في حكمه ومدى مشروعية فرضه على غير المسلمين، فذهب فريق من العلماء إلى أنه مشروع وجائز شرعًا، بينما ذهب فريق آخر إلى أنه غير مشروع ويجب إلغاؤه.
والراجح من أقوال العلماء هو أن خراج الخد مشروع وجائز شرعًا، وذلك للأسباب التالية:
- أنه وردت أحاديث وأقوال عن النبي محمد والصحابة رضوان الله عليهم تدل على مشروعية فرض خراج الخد.
- أن خراج الخد كان مفروضًا في عهد الخلفاء الراشدين وصدر الإسلام، وهو ما يدل على مشروعية.
- أن خراج الخد يُعتبر أحد مصادر مال الدولة الإسلامية، ويمكن استخدامه في مصالح المسلمين وغير المسلمين.
أنواع خراج الخد
ينقسم خراج الخد إلى نوعين رئيسيين:
- خراج المقاسم: وهو الذي يقسم على الأرضين والأموال.
- خراج المكس: وهو الضرائب على السلع والمنتجات التي تدخل الأسواق الإسلامية.
شروط فرض خراج الخد
يشترط لفرض خراج الخد على غير المسلمين عدة شروط، منها:
- أن يكونوا من أهل الذمة، وهم الذين دخلوا في معاهدة مع المسلمين.
- أن يكونوا قادرين على دفع الضريبة.
- أن لا يكونوا من المحاربين الذين يقاتلون المسلمين.
من يعفى من خراج الخد
يعفى من خراج الخد عدة فئات، منها:
- النساء والأطفال.
- كبار السن والعجزة.
- الفقراء والمعدمين.
قيمة خراج الخد
تختلف قيمة خراج الخد باختلاف العصر والبلد، وقد حدد عمر بن الخطاب قيمته بمبلغ 48 درهمًا في السنة للرجال البالغين الأصحاء، ونصف هذا المبلغ للنساء والأطفال وكبار السن، وقد زادت هذه القيمة مع مرور الزمن، وتختلف أيضًا باختلاف الظروف الاقتصادية والسياسية.
إلغاء خراج الخد
استمر فرض خراج الخد على غير المسلمين في جميع العصور الإسلامية، حتى تم إلغاؤه في بعض البلاد الإسلامية الحديثة، مثل مصر التي ألغتها عام 1856، وتونس التي ألغتها عام 1894، وتركيا التي ألغتها عام 1924، وقد كان إلغاء خراج الخد من أهم عوامل تحسين وضع غير المسلمين في المجتمعات الإسلامية.
الخلاصة
خراج الخد هو نوع من الضرائب الإسلامية التي فرضت على غير المسلمين الذين يعيشون تحت الحكم الإسلامي، وقد كان له دور تاريخي مهم في تمويل الدولة الإسلامية، إلا أنه أصبح محل خلاف في العصور الحديثة، وتم إلغاؤه في بعض الدول الإسلامية.