طلب الهداية والتّوفيق من اللّه وحده
إنّ الحمد لله، وحدة نحمده ونستعينه ونستهديه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد اللّه فلا مضل له، ومن يضل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.
مقدمة
إنّ اللّه عز وجل هو الّذي خلقنا وهدانا ورزقنا ووفّقنا، وهو الهادي إلى الصراط المستقيم، وهو الّذي بيده ملكوت السماوات والأرض، وهو على كل شيء قدير. فالمؤمن الحق لا يطلب الهداية أو التوفيق من أحد سواه، ويقطع رجاءه في كل من سواه، فطلب الهداية والتّوفيق من غير اللّه عز وجل شرك باللّه تعالى، وهو من أشدّ أنواع الشرك.
حكم طلب الهداية والتّوفيق من غير الله
اتّفق العلماء على أنّ طلب الهداية والتّوفيق من غير اللّه عز وجل شرك أكبر مخرج عن الملّة، يدخله صاحبه في نار جهنم، قال اللّه تعالى: “وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ” (المؤمنون: 117)، وقال تعالى: “وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ” (النحل: 20-21).
صور طلب الهداية والتّوفيق من غير الله
يوجد العديد من الصور لطلب الهداية أو التوفيق من غير اللّه عز وجل، ومن ذلك:
- طلب الهداية أو التوفيق من الكفار أو المشركين أو النّصارى أو اليهود.
- طلب الهداية أو التوفيق من الأولياء والصالحين والأنبياء والملائكة.
- طلب الهداية أو التوفيق من الجنّ والشياطين والعفاريت.
- طلب الهداية أو التوفيق من الأوثان والأصنام.
- طلب الهداية أو التوفيق من الكواكب والنجوم.
- طلب الهداية أو التوفيق من المخلوقات الأخرى كالحيوانات والنّباتات.
- طلب الهداية أو التوفيق من النفس الأمّارة بالسوء.
أسباب تحريم طلب الهداية والتّوفيق من غير الله
هناك العديد من الأسباب الّتي تمنع من طلب الهداية والتّوفيق من غير اللّه عز وجل، ومن ذلك:
- أنّ اللّه وحده هو الخالق الرازق المالك، وهو الّذي بيده ملكوت السموات والأرض.
- أنّ اللّه وحده هو الهادي إلى الصراط المستقيم، وهو الّذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء.
- أنّ اللّه وحده هو الّذي يوفّق العباد وييسر لهم أمورهم، وهو الّذي يكتب لهم الرزق ويقضي حاجاتهم.
- أنّ اللّه وحده هو الّذي يغيّر قلوب العباد وينير بصائرهم، وهو الّذي يصرف عنهم السوء ويدفع عنهم الشر.
- أنّ طلب الهداية والتّوفيق من غير اللّه عز وجل شرك أكبر يخرج صاحبه من الملّة.
نتائج طلب الهداية والتّوفيق من غير الله
يترتّب على طلب الهداية والتّوفيق من غير اللّه عز وجل العديد من النتائج السّلبية، ومن ذلك:
- الشرك باللّه عز وجل، وهو أكبر الكبائر.
- الخروج من الملّة، وبطلان العمل.
- دخول صاحبه نار جهنم، والخلود فيها.
- حرمانه من رحمة اللّه تعالى.
- فوات الهداية والتّوفيق الحقيقيين.
ما يجب فعله عند طلب الهداية والتّوفيق
يجب على المسلم أن يطلب الهداية والتّوفيق من اللّه عز وجل وحده، وأن يقطع رجاءه في كل من سواه، وأن يدعو اللّه تعالى بكثرة، ويلح في دعائه، ويحسن الظن به، ويوقن بأنّ اللّه تعالى سيجيب دعاءه، قال اللّه تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” (البقرة: 186).
الخاتمة
إنّ طلب الهداية والتّوفيق من اللّه وحده من أهمّ العبادات الّتي يجب على المسلم أن يقوم بها، وهي من أسباب السّعادة في الدنيا والآخرة، ومن أسباب دخول الجنّة والنجاة من النار، وقد بيّنا في هذا المقال حكم طلب الهداية والتّوفيق من غير اللّه عز وجل، وذكرنا بعض صوره وأسبابه ونتائجه، وما يجب فعله عند طلب الهداية والتّوفيق، نسأل اللّه تعالى أن يهدينا الصراط المستقيم، وأن يوفّقنا للعمل الصالح، وأن يرزقنا حسن الخاتمة، وصلى اللّه على محمّد وآله وصحبه وسلّم.