أميرة سندريلا
تُعد أميرة سندريلا إحدى أشهر الشخصيات الخيالية التي ظهرت في الأساطير العالمية، وقد ألهمت قصتها الكثير من الروايات والأفلام والمسرحيات، وترجمت إلى أكثر من لغة، وتحظى بشعبية كبيرة لدى الأطفال والكبار على حد سواء.
إيفولينات سندريلا
جاءت قصة سندريلا لأول مرة في محكيات الإغريق في القرن الأول قبل الميلاد، إذ روتها الكاتبة “سترابو”، وجاءت باسم “إيفولينات”، باعتبارها فتاة يتيمة تعيش مع والدها الثري وزوجته وابنتيها. وبينما كانت إيفولينات تعمل في يوم من الأيام في حديقة قصر الملك، وقع الملك في غرامها وتزوجها، فأصاب الغيرة زوجة أبيها وبناتها وتآمروا عليها، وألقوا بها في بئر مهجور. لكن الآلهة رحمتها وأرسلت لها طائراً نقار الخشب ليطعمها، وحماماً ليجعلها تسبح. وفي ليلة احتفال الملك بعودته من الحرب، ظهرت إيفولينات في حلة رقيقة، وأبهرت الجميع بجمالها ولباقتها، وتزوجها الأمير بعد أن تعرّف عليها من خاتمها الذي سقط في البئر عندما ألقتها زوجة أبيها فيه.
سندريلا في مصر القديمة
ظهرت قصة سندريلا أيضًا في مصر القديمة باسم “رودوبيس”، وهو اسم يوناني يعني “الورد الأحمر”، وهي جارية يُقال إنها عاشت في القرن السادس قبل الميلاد، كانت تعمل في منزل أسرة ثرية، وأثناء استحمامها في نهر النيل، سقط أحد أحذيتها في النهر وحمله النيل إلى القصر الملكي، وشاهده الملك فأُعجب به وأمر جنوده بالبحث عن صاحبة الحذاء، وعندما وجدوها تزوجها وأصبحت ملكة مصر.
سندريلا في الصين
في الصين أيضًا ظهرت قصة سندريلا في القرن التاسع الميلادي باسم “يي شين”، وهي فتاة يتيمة تعيش مع زوجة أبيها وابنتيها، اللاتي كن يتنمرن عليها باستمرار، وفي إحدى الليالي، بينما كانت يي شين تبكي تحت شجرة رمان، ظهر لها جنية وأعطتها حذاءً ذهبيًا ووشاحًا من السحب، وعندما ذهبت إلى حفل أقامه الإمبراطور، وقع الإمبراطور في غرامها، وعندما هربت أسقطت حذاءها الذهبي، الذي استخدمه الإمبراطور للعثور عليها والزواج منها.
سندريلا في أوروبا
ظهرت قصة سندريلا في أوروبا في القرن السادس عشر في إيطاليا باسم “سيفينريلا”، وفي القرن السابع عشر في فرنسا باسم “سندريون”، وفي القرن التاسع عشر في ألمانيا باسم “أسشينبوتيل”، وتشترك جميع هذه القصص في حبكة رئيسية تتضمن فتاة يتيمة تتعرض للظلم من زوجة أبيها وبناتها، وفي النهاية تتزوج من أمير بعد أن يتعرف عليها عن طريق حذاءها أو حذائها الزجاجي الذي أسقطته في حفل أقامه.
سندريلا والتأثير العربي
يُعتقد أن قصة سندريلا قد تأثرت أيضًا بالحضارة العربية، وذلك بسبب وجود بعض التشابهات بينها وبين حكاية “فتاة النيل” التي وردت في كتاب “ألف ليلة وليلة”، والتي تتحدث عن فتاة يتيمة تُظلم من زوجة أبيها وبناتها، وتتزوج في النهاية من خليفة بعد أن يتعرف عليها من خاتمها الذي أسقطته في النيل.
سندريلا في الثقافة الحديثة
تحظى قصة سندريلا بشعبية كبيرة في الثقافة الحديثة، وقد ظهرت في العديد من الأفلام والمسرحيات والكتب والرسوم المتحركة، أشهرها فيلم “سندريلا” الذي أنتجته شركة ديزني عام 1950، وفيلم “سندريلا” الذي أنتجته شركة والت ديزني بيكتشرز عام 2015.
سندريلا وإلهام النساء
تُعتبر قصة سندريلا مصدر إلهام للنساء في جميع أنحاء العالم، حيث تُظهر أن حتى أقل الفتيات حظًا يمكن أن تحقق أحلامها من خلال الصبر والمثابرة، وتعزز أيضًا أهمية اللطف والتسامح.