اللهُ يَسِّرُهَا
اللهُ يَسِّرُهَا هي العبارة التي يتداولها المسلمون للتعبير عن التفاؤل والثقة في قدرة الله على تيسير الأمور وتسهيلها، وهي دعاءٌ جميل نتضرع به إلى الله تعالى في كل وقت وعند كل حاجة، فالله سبحانه وتعالى هو وحده القادر على جعل الأمور الميسرة يسيرة، وتلك الشاقة سهلة، فبقدرته تعالى نحقق آمالنا ونبلغ غاياتنا، فمن توكل على الله وكله أمره يسر له الله تعالى أمره.
فضل الله تعالى
إن من فضل الله تعالى علينا أن جعل لنا في كل أمر عسير مخرجًا، وفي كل ضيق فرجًا، فهو الرحمن الرحيم بعباده يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، فعند الشدائد والكرب يسرع المؤمن إلى ربه يدعوه ويلجأ إليه فينقذه الله تعالى من كربه وييسر له أمره، فالله تعالى هو المُيسر وهو القادر على كل شيء.
التوكل على الله
ومن أهم أسباب تيسير الأمور التوكل على الله تعالى، فالمؤمن حين يضع ثقته الكاملة بالله ويوقن بأنه وحده القادر على تغيير الحال وتيسير الأمور، يهيئ الله له الأسباب التي تُعينُه على تحقيق ما يصبو إليه، فالتوكل على الله أساس النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة.
اللجوء إلى الله تعالى
ومن العوامل المُعينة على تيسير الأمور اللجوء إلى الله تعالى والدعاء إليه، فالدعاء من العبادات العظيمة التي أمرنا الله تعالى بها وأخبرنا بأنها سبب من أسباب الفرج وتيسير الحال، فيلجأ العبد إلى ربه في خلوته ويدعوه بقلب خاشع أن ييسر له أمره ويكشف عنه ضره، وصدق الله العظيم إذ يقول: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (سورة البقرة الآية: 186).
قضاء الله تعالى
يجب على المسلم أن يعلم أن لكل سبب مسبباً، ولكل أمر حكما، فما كتبه الله تعالى لعباده هو الأفضل لهم وإن لم يعلموا، فالمؤمن حين يتيقن بقضاء الله وقدره يرضى بحكمه ويسلم لأمره، فإذا أيسر الله تعالى له أمره حمد الله وشكر فضله، وإن لم ييسره صبر واحتسب أجر الصبر والرضا بقضاء الله تعالى.
رضى الله تعالى
ومن الأمور التي تُعين على تيسير الأمور وتحقيق الآمال، رضا الله تعالى، فالمؤمن إذا أراد أن يرضى الله عنه في جميع أقواله وأفعاله، هيأ الله له الأسباب التي تعينه على ذلك، وسخر له من خلقه من يعاونه ويُيسر له أمره، فإذا سعى العبد في مرضاة الله تعالى سهل الله له كل أمر عسير.
التفويض إلى الله تعالى
من الأمور التي تعين على تيسير الأمور التفويض إلى الله تعالى، فالمؤمن حين يفوض أمره إلى الله ويكله إليه وحده يهيئ الله له الأسباب التي تُعينه على تجاوز الصعاب وتحقيق ما يصبو إليه، فالتفويض إلى الله تعالى دليل على قوة إيمان المسلم ويقينه بقدرة الله تعالى.
الحكمة الإلهية
يجب على المسلم أن يعلم أن هناك أمورًا قد يراها الإنسان صعبة أو مستحيلة، وقد يرى غيرها سهلة وميسرة، ولكن الله وحده هو الذي يعلم الحكمة من كل ذلك، فما رآه الإنسان صعبًا قد يكون فيه خيراً له، وما رآه سهلاً قد يكون فيه شراً له، فالمؤمن حين يتيقن بالحكمة الإلهية يرضى بقضاء الله تعالى ولا يتسخط، ويُبشر بالفرج وتيسير الحال.
الخاتمة
إن اللهُ يَسِّرُهَا هو العبارة التي نرددها دائمًا للتعبير عن حسن الظن بالله تعالى والثقة في قدرته على تيسير الأمور وتسهيلها، وهي دعاءٌ جميل نتضرع به إلى الله تعالى في كل وقت وعند كل حاجة، وعلينا أن نتوكل على الله ونلجأ إليه وندعوه ونرضى بقضائه ونفوض أمرنا إليه، ونوقن بحكمته تعالى ولنترقب الفرج وتيسير الحال، فالله تعالى عند ظن عباده به، وصدق الله العظيم إذ يقول: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (سورة النحل الآية: 128).