اللهم أحسن خاتمتي
إنّ الموت حق لا مفر منه، وهو مصير كل إنسان لا محالة. وعندما يحل أجل الإنسان، فإنّ حاله عند الموت يكون له أكبر الأثر على مصيره في الآخرة. ومن أجل ذلك، دعا النبي – صلى الله عليه وسلم – الله في آخر حياته قائلاً: “اللهم أحسن خاتمتي”. فما معنى الإحسان في الخاتمة، وكيف يمكن للمرء أن يحسنه؟
العمل الصالح
إنّ من أهم أسباب الإحسان في الخاتمة هو كثرة العمل الصالح في الحياة الدنيا. فمن أكثر من الطاعات والعبادات، وتجنب المعاصي والمنكرات، فإنّ خاتمته تكون حسنة بإذن الله. قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة: 82].
الذكر والتوبة
ومن أسباب الإحسان في الخاتمة أيضًا كثرة ذكر الله تعالى والاستغفار والتوبة من الذنوب. فمن أكثر من ذكر الله، فإنّ قلبه يكون عامرًا بالإيمان والطمأنينة، ويكون مستعدًا لملاقاة ربه في أي وقت. قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28].
التوكل على الله
ومن الأمور التي تعين على الإحسان في الخاتمة التوكل على الله تعالى والاعتماد عليه في كل الأمور. فمن وثق بالله، فإنّ الله يكفيه أمره ويكفيه شر نفسه. قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق: 3].
الرضى بالقضاء
ومن الأمور التي تعين على الإحسان في الخاتمة أيضًا الرضا بالقضاء والقدر، واليقين بأنّ كل شيء من عند الله تعالى. فمن رضي بقضاء الله، فإنّ قلبه يكون مطمئنًا ومستعدًا لملاقاة الله تعالى في أي وقت. قال تعالى: ﴿وَرَضُوا بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [آل عمران: 174].
الشوق إلى لقاء الله
ومن الأمور التي تعين على الإحسان في الخاتمة أيضًا الشوق إلى لقاء الله تعالى. فمن اشتاق إلى لقاء ربه، فإنّ قلبه يكون متعلقًا بالله تعالى، ويكون مستعدًا لملاقاته في أي وقت. قال تعالى: ﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ [المائدة: 54].
الخوف من الله
ومن الأمور التي تعين على الإحسان في الخاتمة أيضًا خشية الله تعالى ومراقبته في السر والعلن. فمن خاف الله، فإنّ نفسه تكون منضبطة، ويكون حريصًا على طاعة الله تعالى واجتناب معصيته. قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: 28].
الأمل في رحمة الله
ومن الأمور التي تعين على الإحسان في الخاتمة أيضًا الأمل في رحمة الله تعالى وعفوه ومغفرته. فمن رجا رحمة الله، فإنّ قلبه يكون مطمئنًا ومستعدًا لملاقاة الله تعالى في أي وقت. قال تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف: 156].
الخاتمة
إنّ الإحسان في الخاتمة هو أمر مطلوب من كل إنسان، ويجب على كل مسلم أن يسعى إليه بكل ما أوتي من قوة. ومن خلال كثرة العمل الصالح والذكر والتوبة والتوكل على الله والرضا بالقضاء والشوق إلى لقاء الله والخوف منه والأمل في رحمته، يمكن للمرء أن يحسن خاتمته بإذن الله تعالى.