الصحابي الجليل الذي اشتهر بحسن صوته في تلاوة القرآن الكريم هو عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
النشأة والمولد
ولد عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في مكة المكرمة عام 619 ميلاديًا، وهو ابن العباس بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم.
تربى عبد الله بن عباس في كنف النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من أشد الصحابة ملازمة له ومشاركته في غزواته وحروبه.
{
كان عبد الله بن عباس رضي الله عنه من أبرز علماء الصحابة، واشتهر بذكائه وفصاحته وحسن بيانه، وكان من أول المفسّرين للقرآن الكريم.
مكانته عند النبي صلى الله عليه وسلم
كان عبد الله بن عباس رضي الله عنه يحظى بمكانة خاصة عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أحبه الرسول حباً شديداً.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعين بابن عباس في أمور كثيرة، منها تعليمه للقرآن الكريم وتفسير آياته.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لابن عباس رضي الله عنه بالعلم والبركة، وكان يقول فيه: “اللهم فقهه في الدين” و”اللهم علمه الحكمة”.
صوته العذب في القرآن
{|}
اشتهر عبد الله بن عباس رضي الله عنه بحسن صوته في تلاوة القرآن الكريم، وكان صوته شجياً عذباً، يؤثر في قلوب السامعين.
كان ابن عباس يحرص على ترتيل القرآن الكريم وتجويده، وكان صوته مميزاً لدرجة أن الصحابة كانوا يتسابقون للاستماع إليه.
قال عنه الإمام البخاري: “كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أحسن الناس صوتاً بالقرآن”.
تفسيره للقرآن الكريم
كان عبد الله بن عباس رضي الله عنه من أوائل من فسر القرآن الكريم، وكان تفسيره محكمًا وبديعًا.
اعتمد ابن عباس في تفسيره للقرآن الكريم على معرفته الواسعة باللغة العربية والتاريخ والسيرة النبوية.
اشتهر تفسير ابن عباس بالدقة والبيان، وكان مرجعاً مهماً لعلماء التفسير في القرون اللاحقة.
معرفته باللغة العربية
كان عبد الله بن عباس رضي الله عنه عالماً كبيراً في اللغة العربية، وكان من أبرز علماء النحو والصرف.
كان ابن عباس يحفظ الكثير من أشعار العرب وأخبارهم وأنسابهم، وكان بيانه فصيحاً قوياً.
استفاد ابن عباس من معرفته باللغة العربية في تفسيره للقرآن الكريم، وفي فقهه وفصاحته.
فقهه في الدين
{|}
كان عبد الله بن عباس رضي الله عنه فقيهاً كبيراً في الدين، وكان من الذين يفتون الصحابة في أمور الإسلام.
اشتهر ابن عباس بتقواه وورعه، وكان يتحرى الحلال والحرام في كل تصرفاته وأقواله.
{|}
كان ابن عباس مجتهداً في طلب العلم، وكان من أبرز من حملوا علم الدين ونشروه بين الناس.
عطاؤه العلمي
كان عبد الله بن عباس رضي الله عنه من أصحاب العطاء العلمي الكبير، فقد روى عنه الصحابة والتابعون الكثير من الأحاديث والآثار.
كان ابن عباس معلماً بارعاً، وكان طلابه يتسابقون للاستماع إليه والاستفادة من علمه.
كان ابن عباس رضي الله عنه منارة علمية أضاءت طريق الأمة الإسلامية، وكان منارة في الفقه والتفسير واللغة العربية.
الوفاة
{|}
توفي عبد الله بن عباس رضي الله عنه في مدينة الطائف عام 687 ميلاديًا، ودفن فيها.
رحل عن الدنيا تاركاً وراءه إرثاً عظيماً من العلم والتقوى، وسيبقى اسمه منقوشاً في ذاكرة الأمة الإسلامية.
نسأل الله تعالى أن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأن يرضى عنه وعن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين.