يعقوب في الكتاب المقدس
يعقوب شخصية بارزة في الكتاب المقدس، يُعرف باسم “إسرائيل” وأيضًا “يعقوب أبي الأسباط الاثني عشر”. وهو الابن الثاني لإسحاق ورفقة، وشقيق عيسو التوأم.
وُصف يعقوب بأنه رجل بسيط، وكان راعيًا على عكس أخيه عيسو الذي كان صيادًا ماهرًا. لقد كان أيضًا ذكيًا ومكرًا، كما يتضح من الطريقة التي حصل بها على حق البكورية من عيسو.
حياة يعقوب المبكرة
وُلد يعقوب في بئر سبع حوالي عام 1836 قبل الميلاد. كان الابن الأصغر لإسحاق ورفقة، وكانت ولادته صعبة حيث تمسك بكعب عيسو عند خروجه من الرحم.
كان يعقوب راعيًا، وكانت حياته بسيطة في معسكرات الرعاة. كان يتمتع بعلاقة وثيقة مع والدته، التي فضلته دائمًا على عيسو.
وفقًا للتقاليد اليهودية، كان يعقوب أيضًا دارسًا متدينًا للكتاب المقدس. كان على دراية بالقوانين والطقوس الدينية، وكان ملتزمًا بالإيمان بالله.
حصول يعقوب على حق البكورية
في يوم من الأيام، عندما كان عيسو متعبًا وجائعًا بعد يوم من الصيد، عرض يعقوب عليه وعاء من العدس مقابل حق البكورية.
حق البكورية هو حق الابن البكر في وراثة النصيب الأكبر من ميراث والده. وافق عيسو على المقايضة، وباع حقه بالبكورية ليعقوب مقابل وجبة.
وفاة إسحاق: بعد سنوات، عندما كبر إسحاق وضعف بصره، أرسل عيسو للصيد لإعداد طعامه المفضل. سمعت رفقة ذلك، فأخبرت يعقوب بخطة عيسو وأمرته أن يقتل بعض الماعز ويعد طبقًا لإسحاق باسم عيسو.
خداع يعقوب لإسحاق
ارتدى يعقوب ملابس عيسو، وغطى يديه وعنقه بفراء الماعز حتى لا يتعرف عليه إسحاق بصوته أو مظهره.
عندما دخل يعقوب إلى خيمة إسحاق، باركه إسحاق ظنًا أنه عيسو. عندما أدرك إسحاق خداع يعقوب، غضب لكنه أحترم بركة لم يعود قادرًا على استعادتها.
فر يعقوب من منزل عيسو خوفًا من غضبه. وذهب إلى حاران، حيث تزوج من ليا وراحيل، ابنتي لابان، وأنجب اثني عشر ابنًا وبنتًا واحدة. وأصبح هؤلاء الأبناء معروفين باسم أسباط إسرائيل.
نضال يعقوب مع الملاك
في وقت لاحق من حياة يعقوب، عندما كان عائداً إلى أرض الموعد، ناضل مع ملاك طوال الليل.
لم يستطع أي منهما التغلب على الآخر، وفي النهاية لمس الملاك ورك يعقوب، فتعرج. ومع ذلك، باركه الملاك وأعطاه اسم إسرائيل، مما يعني “صارع الله”.
وتفسير نضال يعقوب مع الملاك هو أنه يمثل صراعه الداخلي. كان يعقوب يكافح مع ماضيه وخداعه لإسحاق ومع خوفه من المستقبل. لكن من خلال هذا الصراع تعلم الاعتماد على الله والثقة في خطته.
عودة يعقوب إلى أرض الموعد
بعد نضاله مع الملاك، عاد يعقوب إلى أرض الموعد. وأسس عشيرة كبيرة وأصبح معروفًا باسم إسرائيل.
واجه يعقوب العديد من التحديات في حياته. فقد خدع شقيقه، واضطر إلى الفرار من منزله، وكافح مع الملاك. ومع ذلك، من خلال كل ذلك، لم يفقد إيمانه بالله.
لقد كان يعقوب رجلاً ناقصًا، لكنه كان أيضًا رجلاً إيمانًا. لقد كان مثالاً لقدرة الله على العمل حتى من خلال حياة بشرية ضعيفة.
إسرائيل في الكتاب المقدس
إسرائيل هو اسم يعقوب الذي أعطاه له الملاك بعد نضاله. الاسم يعني “صارع الله” ويرمز إلى كفاح يعقوب الداخلي ونضاله مع الله.
أصبح اسم إسرائيل لاحقًا اسم الأمة التي نشأت من نسل يعقوب. في العهد القديم، يُشار إلى شعب إسرائيل غالبًا باسم “أبناء إسرائيل” أو “بيت إسرائيل”.
يُستخدم اسم إسرائيل أيضًا للإشارة إلى أرض إسرائيل، وهي الأرض التي وعد الله بها ليعقوب ونسله. اليوم، لا يزال اسم إسرائيل مستخدمًا للإشارة إلى دولة إسرائيل الحديثة.
أبناء يعقوب الاثنا عشر
أنجب يعقوب اثني عشر ابنًا وبنتًا واحدة. وأصبح هؤلاء الأبناء معروفين باسم أسباط إسرائيل.
أسماء الأبناء الاثني عشر هي: رأوبين، شمعون، لاوي، يهوذا، زبولون، يساكر، دان، نفتالي، جاد، أشير، يوسف، وبنيامين.
شكل الأبناء الاثنا عشر مع والدهم يعقوب الأمة الإسرائيلية. أصبحت كل قبيلة في وقت لاحق قبيلة منفصلة في إسرائيل القديمة.
ميراث يعقوب
ترك يعقوب وراءه إرثًا دائمًا. فقد كان أباً للأمة الإسرائيلية، وأصبحت حياته مثالاً لإيمان بالله.
أعطيت بركات يعقوب لأبنائه الاثني عشر، والتي تم تسجيلها في سفر التكوين، ولا تزال لها أهمية كبيرة لليهود اليوم.
تُعتبر حياة يعقوب أيضًا تذكيرًا بقوة الصلاة والمثابرة. لقد كان رجلاً ناضل مع الله ومع نفسه، لكنه في النهاية وجد المغفرة والنعمة.