**أثر تلاوة القرآن الكريم على الفرد والمجتمع**
**مقدمة**
يعتبر القرآن الكريم من أهم الكتب السماوية التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على البشرية لهدايتها وإرشادها إلى الطريق القويم. وقد حثنا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كثيراً على قراءة القرآن وتدبر آياته لما فيها من فوائد جمة تنعكس بشكل إيجابي على الفرد والمجتمع، وفي هذا المقال، سوف نستعرض ثمرتين بارزتين لتلاوة القرآن الكريم.
{
**1. تلاوة القرآن الكريم تنير القلب وتزيد الإيمان**
* تلاوة القرآن بشكل منتظم تنير القلب وتزيد الإيمان في النفس، فآيات القرآن الكريم هي كلام الله سبحانه وتعالى الذي يحمل في طياته من المعاني العميقة والحكم البالغة ما يوقظ القلوب ويجعلها أكثر إدراكاً لحقيقة الوجود.
{|}
* كما أن قراءة القرآن وتدبر آياته يساعد على تعميق معرفة الله تعالى وصفاته العظيمة، ومن ثم يزداد الخشوع والعبودية في القلب، ويبتعد المسلم عن المعاصي والذنوب خوفاً من سخط الله وجلاله.
{|}
* بالإضافة إلى ذلك، فإن قراءة القرآن الكريم في جماعة، كما في صلاة التراويح أو المحافل القرآنية، لها أثر عظيم في زيادة الإيمان والألفة والمحبة بين المسلمين.
**2. تلاوة القرآن الكريم تهديء النفس وتزيل الهموم**
* من ثمار قراءة القرآن الكريم أنها تهدئ النفس وتزيل الهموم والغموم، فقد قال الله تعالى في سورة الرعد: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (الآية 28).
* فآيات القرآن الكريم تحمل في طياتها من الطمأنينة والسكينة ما يزيل القلق والتوتر ويبدد الخوف والحزن، كما أنه يذكر المسلم بنعم الله تعالى عليه، مما يقوي إيمانه ويزيد من ثقته بالله، وبالتالي تختفي الهموم والغموم وتحل محلها البشائر والسكينة.
* وتعتبر تلاوة القرآن الكريم في أوقات الشدة والضيق من أفضل الوسائل التي تساعد على الصبر وتحمل المصائب، فكلام الله تعالى يبعث في النفس الأمل والقوة والعزم على مواجهة التحديات.
**3. تلاوة القرآن الكريم تزكي النفس وتنقذها من النار**
* من ثمار قراءة القرآن الكريم أنه يزكي النفس وينقيها من الذنوب والآثام، فقد قال الله تعالى في سورة آل عمران: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الآية 132).
* فحفظ القرآن الكريم وتلاوته بشكل منتظم يساعد على غرس القيم والمبادئ الإسلامية في النفس، كما أنه يذكر المسلم دائماً بتحمل المسؤولية والالتزام بالواجبات الشرعية.
* ومن فضل الله تعالى أن جعل لمن يقرأ القرآن الكريم ويهتدي به ويدعو غيره إليه من الأجر والثواب ما لا يقدر، ومن ذلك النجاة من عذاب النار ودخول جنات النعيم، كما أخبرنا بذلك النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
**4. تلاوة القرآن الكريم تجعل صاحبها في رعاية الله تعالى**
* تعتبر تلاوة القرآن الكريم من أفضل العبادات التي تقرب المسلم من ربه، فقد قال الله تعالى في سورة فاطر: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (الآية 32).
* فحين يقرأ المسلم القرآن الكريم بتدبر وخضوع وإصغاء تام، ينال رحمة الله تعالى وعنايته، ويغفر له من ذنوبه، ويستجيب دعواته، ويرفع درجاته في الدنيا والآخرة.
* كما أن قراءة القرآن الكريم في المحافل والمجالس الدينية من أسباب نزول السكينة والطمأنينة على الحاضرين، وجلب الملائكة والاستغفار لهم من الله سبحانه وتعالى.
**5. تلاوة القرآن الكريم ترفع المجتمع وتحفظه من الانحراف**
* من أبرز ثمار تلاوة القرآن الكريم على المجتمع أنها ترفعه وتحميه من الانحراف والضلال، فآيات القرآن الكريم هي بمثابة دستور وقانون إلهي ينظم حياة المسلمين، ويحدد لهم أصول المعاملات والحقوق والواجبات.
* كما أن تلاوة القرآن الكريم في المدارس والجامعات والمؤسسات المختلفة يساعد على تصحيح المفاهيم المغلوطة ونشر القيم والمبادئ الإسلامية في نفوس النشء، وبالتالي يقي المجتمع من الانحراف والفساد.
* بالإضافة إلى ذلك، فإن قراءة القرآن الكريم وترجمته إلى اللغات المختلفة وإيصال رسالته إلى البشرية من أهم الوسائل التي تحفظ المجتمعات من التفرقة والعنف والإرهاب، وتساهم في نشر السلام والتعايش بين جميع الناس.
{|}
**6. تلاوة القرآن الكريم تساهم في نجاح الفرد وتيسر أموره**
* من بركات تلاوة القرآن الكريم أنها تساهم في نجاح الفرد وتيسر أموره في الحياة الدنيا، فقد قال الله تعالى في سورة طه: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (الآية 124).
* فحفظ القرآن الكريم وتدبر معانيه والعمل به من أهم عوامل النجاح والتوفيق في الدراسة والعمل والحياة الزوجية وغيرها من المجالات.
* كما أن قراءة القرآن الكريم بانتظام تساعد على تحسين الصحة النفسية والجسدية، فهي تقلل من التوتر والقلق وتساعد على الاسترخاء والنوم الجيد.
**7. تلاوة القرآن الكريم تجعل صاحبها شهيداً عند الله تعالى**
* من فضائل تلاوة القرآن الكريم العظيمة أنها تجعل صاحبها شهيداً عند الله تعالى يوم القيامة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشهيد خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، وشَهيد الآخرة الذي مات لا إله إلا الله» (رواه البخاري ومسلم).
* فمن يموت وهو يتلو القرآن الكريم أو يراجعه أو يحفظه أو يعلمه للناس، يعتبر في حكم الشهيد عند الله تعالى، وينال الأجر والثواب العظيم الذي يناله الشهداء في سبيل الله.
* كما أن تلاوة القرآن الكريم بانتظام تساعد على حسن الخاتمة، فالمسلم الذي يواظب على قراءة القرآن وتدبر معانيه ينال شفاعة القرآن الكريم في الدنيا والآخرة.
{|}
**خاتمة**
في الختام، فإن تلاوة القرآن الكريم من أهم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، ولها ثمار وبركات عظيمة على الفرد والمجتمع، وقد ذكرنا في هذا المقال سبعة من هذه الثمار، وهي: تنير القلب وتزيد الإيمان، وتهدئ النفس وتزيل الهموم، وتزكي النفس وتنقذها من النار، وتجعل صاحبها في رعاية الله تعالى، وترفع المجتمع وتحفظه من الانحراف، وتساهم في نجاح الفرد وتيسر أموره، وتجعل صاحبها شهيداً عند الله تعالى. فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لتلاوة القرآن الكريم وتدبر معانيه والعمل به، وأن ينفعنا به في الدنيا والآخرة.