أعلى مراتب الدين منزلةً هي
إن الدين الإسلامي دين شامل يحث على كل ما هو خير في الدنيا والآخرة، وقد وضع الله تعالى للإسلام مراتب عالية ومنزلة رفيعة بين سائر الأديان، وجعل أعلى مراتبه منزلةً هي: الإحسان.
الإحسان
الإحسان هو أعلى مراتب الدين منزلةً، وهو عبادة الله تعالى كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وقد حدده النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك”.
ويشتمل الإحسان على مراتب عديدة، منها:
- الإحسان إلى الله تعالى: وذلك بالقيام بكافة العبادات على أكمل وجه، والتقرب إليه بالنوافل والطاعات.
- الإحسان إلى النفس: وذلك بحفظها من المعاصي والآثام، وباعطائها حقها من العبادة والراحة.
- الإحسان إلى الناس: وذلك بالمعاملة الحسنة، وحسن الجوار، والرحمة والتراحم.
الدليل من الكتاب والسنة
لقد وردت العديد من النصوص في الكتاب والسنة الدالة على أن الإحسان هو أعلى مراتب الدين منزلةً، ومنها:
- قال الله تعالى: “واتقوا الله وأحسنوا إليه” (البقرة: 195).
- وقال تعالى: “ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن” (النساء: 125).
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الدين هو النصيحة”، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: “لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم” (مسلم).
فضائل الإحسان
للإحسان فضائل عديدة، منها:
- قرب العبد من ربه: فإن الإحسان يجعل العبد أقرب إلى الله تعالى، وأحب إليه.
- دخول الجنة: فالإحسان من الأسباب التي تدخل صاحبها الجنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أحسن في الإسلام دخل الجنة” (رواه أبو داود).
- النجاة من النار: فالإحسان يجير صاحبه من عذاب النار، كما قال تعالى: “إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما” (النساء: 40).
سبل الوصول إلى الإحسان
يمكن الوصول إلى مرتبة الإحسان من خلال اتباع السبل الآتية:
- العلم الشرعي: وذلك بتعلم أحكام الإسلام ومعرفة حدوده وحدوده.
- العبادة الخالصة: وذلك بالتقرب إلى الله تعالى بالعبادات على أكمل وجه، مع تصحيح النية وإخلاص العمل لله وحده.
- مراقبة الله تعالى: وذلك بالإحساس بأن الله تعالى يراك في كل أحوالك، وهذا يمنعك من الوقوع في المعاصي والآثام.
الإحسان في القرآن الكريم
ورد ذكر الإحسان في القرآن الكريم في العديد من الآيات، منها:
- قال تعالى: “واتقوا الله وأحسنوا إليه” (البقرة: 195).
- وقال تعالى: “ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن” (النساء: 125).
- وقال تعالى: “إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى” (النحل: 90).
الإحسان في السنة النبوية
حث النبي صلى الله عليه وسلم على الإحسان في العديد من الأحاديث، منها:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الدين هو النصيحة”، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: “لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم” (مسلم).
- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن لله عبادا اختصهم لنفسه، وهم الذين يحسنون في الدنيا ويحسنون في الآخرة” (أحمد).
- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قال لا إله إلا الله دخل الجنة”، قيل: وإن زنى وإن سرق؟ قال: “وإن زنى وإن سرق”، قيل: وإن شرب الخمر؟ قال: “وإن شرب الخمر”، قيل: فكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: “يأتي يوم القيامة فيغفر له” (الترمذي).
الإحسان في حياة الصحابة
كان الصحابة رضي الله عنهم حريصين على التخلق بالإحسان في جميع أقوالهم وأفعالهم، ومن أمثلة ذلك:
- عمر بن الخطاب رضي الله عنه: وكان من أشد الصحابة حريصا على العدل والإحسان، وكان يقول: “لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها لماذا لم أمهد لها الطريق”.
- أبو بكر الصديق رضي الله عنه: وكان من أرحم الناس بالناس، وكان يقول: “لو ملكت قوت يوم لآثرت به جاري المسلم”.
- عثمان بن عفان رضي الله عنه: وكان من أكثر الصحابة حياء، وكان يقول: “ما من عبد يستر عورة أخيه إلا ستره الله في الدنيا والآخرة”.
خاتمة
إن الإحسان هو أعلى مراتب الدين منزلةً، وهو عبادة الله تعالى كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وله فضائل عديدة، منها قرب العبد من ربه، ودخول الجنة، والنجاة من النار، ويمكن الوصول إلى مرتبة الإحسان من خلال اتباع السبل الآتية: العلم الشرعي، والعبادة الخالصة، ومراقبة الله تعالى.