سورة الماعون
سورة الماعون سورة مكية مدنية، تتكون من سبع آيات، نزلت بعد سورة المسد، وترتيبها في القرآن الكريم السورة رقم 107.
تهتم سورة الماعون بالقضايا الاجتماعية، وتحث على التراحم والتعاون بين أفراد المجتمع، كما أنها تدين الذين يصلون رياءً، وينسون ذكر الله، ولا يهتمون بإطعام الفقراء والمساكين.
التوحيد والإيمان
تبدأ السورة بالتأكيد على أهمية الإيمان بالله واليوم الآخر، وتؤكد على أن الإيمان الحقيقي يتجلى في الأعمال الصالحة، وعلى رأسها إطعام الفقراء والمساكين.
تقول الآية الأولى: “أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ”.
وهذه الآية توضح أن من يكذب بالدين وينكر وجود الله واليوم الآخر، هو نفسه الذي يعامل اليتامى معاملة سيئة، ولا يحث الناس على إطعام الفقراء والمساكين.
الصلاة
تنتقد السورة الذين يصلون رياءً وسمعةً، ولا يهتمون بجوهر الصلاة وروحانيتها.
تقول الآية الثالثة: “وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ”، والماعون هنا يشمل كل ما يحتاجه الفقراء والمساكين، من طعام وشراب وكسوة وغير ذلك.
وتضيف الآية الرابعة: “فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ”، وهذه الآيات تؤكد على أن الصلاة الحقيقية هي التي تقترن بالأعمال الصالحة، وأن من يصلون رياءً وسمعةً، ويمنعون الماعون عن الفقراء، سيُحاسبون حسابًا عسيرًا عند الله.
اليتامى
تحث السورة على رعاية اليتامى وحمايتهم، وتدين الذين يتعاملون معهم بعنف وقسوة.
تقول الآية الثانية: “فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ”، والدع هنا يعني الدفع والزجر، أي أن من يكذب بالدين وينكر وجود الله، هو نفسه الذي يعامل اليتامى معاملة سيئة.
وتضيف الآية السادسة: “وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ”، وهذا يدل على أن من لا يهتم بإطعام اليتامى والمساكين، هو في الحقيقة لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر.
المساكين
تحث السورة أيضًا على إطعام المساكين وإكرامهم، وتدين الذين يحتقرونهم ويستخفون بهم.
تقول الآية الخامسة: “الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ”، والساهون هنا يعني الغافلون، أي أن من يصلون رياءً وسمعةً، هم في الحقيقة غافلون عن جوهر الصلاة وروحانيتها.
وتضيف الآية السابعة: “وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ”، وهذا يدل على أن من لا يهتم بإطعام المساكين، هو في الحقيقة لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر.
الفقراء
كما تحث السورة على مساعدة الفقراء وإعانتهم، وتدين الذين يتجاهلونهم ولا يكترثون لأحوالهم.
تقول الآية الثانية: “فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ”، والدع هنا يعني الدفع والزجر، أي أن من يكذب بالدين وينكر وجود الله، هو نفسه الذي يعامل اليتامى معاملة سيئة.
وتضيف الآية السادسة: “وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ”، وهذا يدل على أن من لا يهتم بإطعام اليتامى والمساكين، هو في الحقيقة لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر.
التكافل الاجتماعي
تدعو سورة الماعون إلى التكافل الاجتماعي والتراحم بين أفراد المجتمع.
تقول الآية الثالثة: “وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ”، والماعون هنا يشمل كل ما يحتاجه الفقراء والمساكين، من طعام وشراب وكسوة وغير ذلك.
وهذه الآية توضح أهمية التكافل الاجتماعي والتعاون بين أفراد المجتمع، وأن من يمنع الماعون عن الفقراء والمساكين، هو في الحقيقة يمنع عن نفسه الخير والبركة.
العاقبة
تختتم السورة بالتحذير من سوء عاقبة الذين يكذبون بالدين ولا يهتمون بإطعام الفقراء والمساكين.
تقول الآية السابعة: “فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ”، وهذه الآيات تؤكد على أن الصلاة الحقيقية هي التي تقترن بالأعمال الصالحة، وأن من يصلون رياءً وسمعةً، ويمنعون الماعون عن الفقراء، سيُحاسبون حسابًا عسيرًا عند الله.
وتضيف الآية الأخيرة: “وَالَّذِينَ هُمْ بِالْحُرُمَاتِ مُشْرِكُونَ”، والحرمات هنا تشمل كل ما حرمه الله على عباده، كالشرك بالله وقتل النفس وعدم إطعام الفقراء والمساكين، وهذا يدل على أن من يفعل هذه الحرمات، هو في الحقيقة مشرك بالله، وسيلقى العقاب الشديد عند الله.