دُعاء نهاية المجلس
إنَّ مجالس المؤمنين هي مجالسُ ذكرٍ وتلاوةٍ وتذاكرٍ، وفيها تحصلُ البركات والخيرات، لذلك شرع النبي -عليه الصلاة والسلام- دعاءً يُقال في نهاية المجلس، حتى تُختم به هذه المجالس برحمةٍ وخيرٍ من الله تبارك وتعالى.
فضل دُعاء نهاية المجلس
ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: “ما جلس قومٌ مجلسًا، لم يذكروا الله فيه، ولم يُصلّوا على نبيهم، إلا كان عليهم ترةً يوم القيامة”.
وفيه دلالة على فضل دُعاء نهاية المجلس، وأنَّ من فاتهُ ذاكر الله وتلاوة القرآن والصلاة على نبيه -صلى الله عليه وسلم- في مجلسه، فإنَّه يُوبَّخ عليه يوم القيامة، وذلك بأن يكون عليه ترةٌ وندامةٌ على تفويتِ هذه الأجور العظيمة، ولذلك ورد في الحديث الشريف: “وإنَّ ترة ذلك المجلس أن تقومَ من مجلسك”.
آداب دُعاء نهاية المجلس
ينبغي للمسلم أن يُراعي بعض الآداب عند الدعاء بنهاية المجلس، ومنها:
أن يكون خاشعًا في دُعائه.
أن يُجهر بالدعاء سراً.
أن يُتمكن في دعائه.
أن يُصلِّي على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
صيغة دُعاء نهاية المجلس
روى الترمذي عن عبدالله بن مسعودٍ -رضي الله عنه-، قال: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا انتهى من مجلسه، قال: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك”.
وروى أبو داود عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “ما جلس قومٌ مجلسًا، لم يذكروا الله فيه، ولم يُصلُّوا على نبيهم، إلا كان عليهم ترةً يوم القيامة، قالوا: وما ترة ذلك يا رسول الله؟ قال: أن يقوموا من مجلسهم وليس لهم فيه حسنة”.
أدعية من السنة لمن أراد زيادة الأدعية
بالإضافة إلى صيغة الدعاء المذكورة أعلاه، يمكن للمسلم أن يختم مجلسه بأدعية أخرى مستحبة، منها:
“الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً”.
“اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة”.
“اللهم إني أسألك من كل خير علمه لك، وأعوذ بك من كل شر علمه لك”.
“اللهم إني أسألك رضاك والجنة وأعوذ بك من سخطك والنار”.
“سبحانك لا إله إلا أنت، الظاهرُ لا إله إلا أنت، الباطن لا إله إلا أنت، الأول لا إله إلا أنت، الآخر لا إله إلا أنت، الذي لم يلد ولم يُولد ولم يكن له كفؤًا أحد”.
فضل ختم المجلس بذكر الله
إنَّ ختم المجلس بذكر الله فيه فضلٌ عظيم، فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: “من جلس مجلسًا، فذكر الله فيه، ثم تفرقوا من غير أن يستغفروه، إلا قيل: حضر مجلسنا هذا من لا يُحبهُ الله”.
وفي ختام هذا المقال، نوصي جميع المسلمين بأن يحرصوا على ختم مجالسهم بذكر الله والدعاء له، ففي ذلك الخيرُ الكثير والفضلُ العظيم.