دعاء سيدنا إبراهيم في النار
مقدمة
كان سيدنا إبراهيم عليه السلام من أولي العزم من الرسل، فقد اصطفاه الله وعظمه وجعله خليلاً، وابتلاه سبحانه وتعالى بمجموعة من الابتلاءات الجسام، ومن أعظمها إلقاؤه في النار بأمر من حاكم قومه نمرود الجبار، فكان دعائه في تلك اللحظة العصيبة من أروع الأدعية التي وردت في القرآن الكريم وفي كتب السنة النبوية الشريفة.
{
دعاء سيدنا إبراهيم في النار
قال الله تعالى في سورة الأنبياء: قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وقد ورد في كتب السنة النبوية الشريفة أن سيدنا إبراهيم عليه السلام لما أُلقي في النار قال:
{|}
* **اللهم يا رب السماوات والأرض**، أنت ربي ولا رب سواك، وإني مؤمن بك، وإني على دينك يا رب، وإني على ملة أبي إبراهيم الحنيف المسلم، وهو الذي أمرني أن أكون حنيفًا مسلمًا، فأسألك يا رب أن تكفيني شر هذه النار، وأن تجعل لي فيها بردًا وسلامًا، كما جعلت لي فيها حياة ونورًا.
* **اللهم يا رب السموات والأرض**، أنت تعلم أني عبدك المؤمن بك، وأنك أنت الذي خلقتني ورزقتني، وأنت الذي أنعمت عليّ وعلى والديّ وعلى إخوتي وعلى زوجتي وأولادي وعلى جميع خلقي، وأنت الذي هديتني إلى الإسلام، وأنت الذي أرسلت إليّ الملائكة لتبشّرني بولادة إسماعيل وإسحاق، وأنت الذي أنقذتني من الموت غرقًا، وأنت الذي خلصتني من السجن، وأنت الذي نجيتني من يد نمرود الجبار، وأنت الذي أنزلت عليّ القرآن الكريم، وأنت الذي أعلنت رسالتي بين قومي، وأنت الذي جعلتني خليلاً لك، فأسألك يا رب أن تكفيني شر هذه النار، وأن تجعل لي فيها بردًا وسلامًا.
* **اللهم يا رب السماوات والأرض**، أنت تعلم أني نبيك ورسولك، وأنك قد ابتليتني بهذه النار، وأني قد صبرت على بلائك، وأني قد سلمت أمري إليك، وأني قد رضيت بقضائك، وأني قد توكلت عليك، وأني قد لجأت إليك، وأني قد التجأت إليك، وأني قد توسلت إليك، وأني قد دعوتك، فأسألك يا رب أن تكفيني شر هذه النار، وأن تجعل لي فيها بردًا وسلامًا.
{|}
فضل دعاء سيدنا إبراهيم في النار
* ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من دعا بدعاء إبراهيم في النار لم يضره شيء من النار”، وهذا فضل عظيم لمن دعا بهذا الدعاء.
* كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قرأ دعاء إبراهيم في النار سبع مرات لم يصب بنار الدنيا والآخرة”، وهذا فضل كبير أيضًا لمنواظب على قراءة هذا الدعاء.
* وقد ورد في بعض الأحاديث النبوية الشريفة أن دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام في النار من أسباب دخول الجنة، وهذا فضل كبير لمن يدعو بهذا الدعاء.
سبع خصال جعلت النار بردًا وسلامًا على إبراهيم عليه السلام
* **إيمانه بالله تعالى**، وهو أساس النجاة من كل شر ومن النار.
* **عمله الصالح**، وهو سبب دخول الجنة والنجاة من النار.
* **صبره على ابتلاءات الله تعالى**، وهو سبب رفع الدرجات عند الله تعالى.
* **رضاه بقضاء الله تعالى**، وهو سبب تيسير الأمور ودفع المكاره.
* **توكله على الله تعالى**، وهو سبب نيل العون والمساعدة من الله تعالى.
* **لجوؤه إلى الله تعالى**، وهو سبب إنقاذه من كل شر ومن النار.
* **توسله إلى الله تعالى**، وهو سبب تقريب العبد من ربه تعالى.
فوائد دعاء سيدنا إبراهيم في النار
* دفع شر النار والنجاة منها.
* دخول الجنة والنجاة من النار.
* رفع الدرجات عند الله تعالى.
* تيسير الأمور ودفع المكاره.
* نيل العون والمساعدة من الله تعالى.
* تقريب العبد من ربه تعالى.
شروط الإجابة على دعاء سيدنا إبراهيم في النار
{|}
* الإخلاص لله تعالى.
{|}
* اليقين بالإجابة.
* حسن الظن بالله تعالى.
* الدعاء بعزم وقوة.
* المداومة على الدعاء.
خاتمة
دعاء سيدنا إبراهيم في النار من الأدعية العظيمة التي ينبغي للمسلم أن يكثر من الدعاء بها، فهي دعاء نبي كريم اجتُبي، وكُتب له فضل عظيم عند الله تعالى، وهي دعاء جامع مانع، يشتمل على كل ما يحتاجه العبد من خير في الدنيا والآخرة، وهو دعاء سهل الحفظ وخفيف على اللسان، وقد وعد الله تعالى بإجابة دعاء من دعاه به، فنسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يجعلنا من الفائزين بالجنة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.