أول ما يدعى إليه في التوحيد
التوحيد هو أصل الدين وأساسه، وهو أول ما يدعى إليه الرسل والأنبياء، وهو الإيمان بأن الله واحد أحد، لا شريك له، وأنه المستحق وحده للعبادة، ولا يجوز صرف شيء منها لغيره.
1. دعوة الأنبياء إلى التوحيد
لقد دعا جميع الأنبياء والرسل إلى التوحيد، وإفراد الله وحده بالعبادة، ففي سورة الأنبياء قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: 36].
وقد كان سيدنا إبراهيم أول من دعا إلى التوحيد، ونادى بقومه إلى ترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده، ففي سورة الشعراء قال الله تعالى: ﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الشعراء: 70].
وقد اتبع سيدنا إبراهيم في دعوته الأنبياء من بعده، فكلهم دعوا إلى إفراد الله وحده بالعبادة، وعدوا الشرك بالله أعظم الذنوب، ففي سورة لقمان قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان: 13].
2. مراتب التوحيد
التوحيد له مراتب ودرجات، وهي ثلاثة مراتب:
– التوحيد في الربوبية: وهو الإيمان بأن الله هو وحده الخالق والرازق والمدبر للكون وما فيه.
– التوحيد في الألوهية: وهو الإيمان بأن الله وحده المستحق للعبادة، فلا يجوز صرف شيء من العبادة لغيره.
– التوحيد في الأسماء والصفات: وهو الإيمان بأن أسماء الله وصفاته ثابتة له، ولا يجوز إثبات شيء منها لغيره.
3. مظاهر التوحيد
يتجلى التوحيد في مظاهر متعددة في حياة المسلم، منها:
– الصلاة: فلا يصلي المسلم إلا لله وحده، ولا يدعو إلا إياه.
– الصوم: فلا يصوم المسلم إلا لله وحده، ويترك الأكل والشراب ابتغاء وجهه.
– الحج: ولا يحج المسلم إلا إلى الله وحده، ويقصد بكافة أفعاله في الحج التقرب إليه وحده دون سواه.
4. أضداد التوحيد
أضداد التوحيد هي الشرك بأنواعه المختلفة، ومنها:
– الشرك الأكبر: وهو الإيمان بأن هناك إلهًا آخر مع الله، أو اتخاذ شريك لله في العبادة أو الربوبية.
– الشرك الأصغر: وهو كل ما يؤدي إلى الشرك الأكبر، أو يكون وسيلة إليه، مثل النذر لغير الله، أو الدعاء لغيره.
– الرياء: وهو إظهار العبادة للناس دون قصد التقرب إلى الله بها.
{|}
5. فوائد التوحيد
{|}
للتوحيد فوائد عظيمة في حياة المسلم ودينه، منها:
– النجاة من الشرك: وهو أعظم الذنوب وأكبر الكبائر.
– الفوز برضا الله وجنته: فمن توحّد الله ولم يشرك به شيئًا نال رضاه وجنته.
– هداية القلب وتطهيره: فالتوحيد يهدي القلب ويزيده إيمانًا ويقينًا.
6. أسباب الشرك
هناك أسباب عديدة تؤدي إلى الشرك، منها:
– ضعف الإيمان والعقيدة.
{|}
– الجهل بالله وأسمائه وصفاته.
– اتباع العادات والتقاليد دون النظر إلى دلالتها على التوحيد أو الشرك.
7. حكم من مات مشركًا
{|}
حكم من مات مشركًا بعد أن دعاه الله إلى التوحيد أنه مخلد في النار، قال الله تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾ [المائدة: 72].
الخاتمة
{|}
التوحيد هو أساس الدين وأساسه، وهو أول ما يدعى إليه الرسل والأنبياء، وهو الإيمان بأن الله واحد أحد، لا شريك له، وأنه المستحق وحده للعبادة، ولا يجوز صرف شيء منها لغيره. وقد دعا جميع الأنبياء والرسل إلى التوحيد، واتبعوا في ذلك سيدنا إبراهيم الذي أول من دعا إلى التوحيد. وللتوحيد مراتب عديدة ومظاهر متعددة وفوائد عظيمة، ومن مات مشركًا فهو مخلد في النار.